أتذكر ما حدث كأنه بالامس فقط .. ز
كانت تجرى و تلعب، تمرح و تنظر للدنيا ببساطة و تفاؤل
أخذت احتياجاتها الاساسية كالأكل و الشرب و الاحضان حتى سن الثالثة او الرابعة لم تكن تتخيل للحظة ان الامور ستنقلب او ان اليد التى سددت احتياجاتها ستتركها و تهملها يوما ما
و عندما بدأت تخطو خطواتها الاولى عندما بدأت ترى امور غريبة تحدث حولها، تسمع صراخ و زعيق و احيانا ترى ضرب رجل لامرأة فى المكان التى تعيش فيه
فتحت عينها فلم ترى غير أم غضوبة و اب قاسى فى اول الامر لم تسمع غير الصراخ و الشتائم لبعضهما ثم اصبح الصراخ يوجه لها و كانت تفاجأ احيانا بضرب و صفعات على الوجه بدوت سابق انذار
و لكى يزداد الامر سوءًا و بسبب الاهمال تعرضت لعدة اغتصابات فى سن التاسعة و العاشرة من اناس لا تعرفهم فقد كانت تترك بمفردها مع اناس غريبين و كانت تذهب لقضاء طلبات للبيت او للمدرسة بمفردها فكانت عرضة للاغتصاب و توالت الاغتصابات و التحرشات
لم تستطع ان تتكلم فلن يسمعها احد و لم تستطع ان تجرى الى اى احد فلم يكن هناك احد و لم تستطع ان ترفع يديها و تطلب المساعدة فلن يراها احد فقررت السكوت و الانكماش فى ركن ما بمفردها
كبرت الطفلة و اصبحت فتاة و فى سن الثالثة عشر قررت ان تكمم هذه الطفلة و تربط يديها و رجليها فبهذه الطريقة تكون تحت السيطرة
حاولت الافلات عدة مرات و احياناً الهروب لكنها لم تنجح قط فقد كانت الفتاة تُحكم الرباط من وقت لآخر. حدث ان جاء شخص و حاول فكها لعدة ايام و عندما كانت الفتاة تضعف و تفك يد الطفلة تراها تعبث و تتصرف بعبث فترجعها للقبو و تربط يديها مرة أخرى..ة
ثم يمر شخص آخر و لكن فى هذه المرة يجلس مدة أطول و يقنع الفتاة بفك يد الطفلة و رجليها فقط .. لا تجد غير الرضوخ فتفك يديها و رجليها و تعود الطفلة و تعبث و تظل تجرى و تشوح بلا هدف كالمجنونة فهى مربوطة لعشرات السنين. فتطرد الفتاة ذلك الشخص و تعود تربط الطفلة
حتى جاءت فتاة آخرى مكثت سنتين تحاول اقناع الفتاة الاولى باعتاق الطفلة، وبعد الحاح و محاولات كثيرة اقنعت الفتاة و قررت فك الطفلة، ولم تجد الطفلة غير احضان الفتاة الثانية التى استقبلتها ووعدتها بتعويض كل سنين الحبس. هربت الطفلة من سجينتها و التصقت بالآخرى التى كانت سبب حرياتها
لم تكن تعلم ان التى اعتقاتها تريد اسغلالها لاشباع رغابتها، و عندما اكتشفت كانت الصدمة و كان على الطفلة ان تقرر اما ترجع للفتاة الاولى التى سجنتها و التى ستظل تسجنها ان رجعت لها اما ان تذهب للثانية التى تعطيها حب زائف وتستغلها
ظلت تتأرجح بين الاثنين و كانا الاختياران اقصى من بعضهما البعض فقررت التخلص من حياتها، قررت الانتحار
لكن العناية الاهية انقذتها و لأول مرة تقرر سجيناتها ان تطلب المساعدة فهى فشلت فى التعامل معها ولأول مرة ترى الصغيرة النور، ترى قبول و حب نقى لا يريد استغلالها، تخاف و ترفض فى بادئ الامر لكن هذا الحب يطمأنها و يصبر عليها، يأخذ بيديها خطوة بخطوة لا يستعجلها، لا يجلدها و لا يستغلها. بدات الطفلة تستريح وتطمئن لهذا الحب فهى الان تستطيع ان تفرق بين الحقيقى و المزيف، فتحت قلبها فانفتحت اعينها، فتحت فمها فشفيت جروحها
سارت رحلة من التعافى و بدأت علاقة جديدة بينها و بين الراشدة
ما زالت الراشدة لا تجيد التعامل معها ما زالت تميل الى الاسلوب القديم تريد ان ترميها فى القبو مرة اخرى و تكتف يديها و رجليها لكن الان الطفلة تتكلم فتصرخ فقد تعلمت ان تصيح عندما يُعتدى عليها فتفيق الراشدة و تحاول ان تحنو على الطفلة ثم تعود و تكتفها و فى هذه اللحظات تشتاق الطفلة للفتاة التى استغلتها فهى اول حضن رأته، فتتذكر الراشدة القصة كلها فتحاول ان تصادق الطفلة و تستمر الرحلة ....ز