Monday, September 1, 2008

احببتها

...احببتها
احببتها اكثر مما احببت نفسى
تعلقت بها كتعلق الطفل بأمه
رأيتها مصدر سعادتى
احسست بها كقطعة من لحمى
تذوقتها كالعسل فى فمى
اسعدتنى، ابهجتنى، اشبعتنى، سكرتنى
.... ثم
جرحتنى استغلتنى اذللتنى قطعتنى مررتنى
و اذ بى اجدها كالمر فى حلقى
كالنار فى قلبى
كالقيد فى حياتى
يا ترى لماذا؟
من السبب انتِ ام انا؟

قصتى باختصار

كنت فتاة مثلية

انا فتاة عمرى 32 عاماً من الجوع للحب، ميلادى الحقيقى فى العام ال33
ولدت فى عائلة مفككة. الاب و الام على خلاف مستمر، زوجة تريد الانفصال منذ العام الاول من زواجها، يرفض اهلها و تجبر على معاشرة رجل لا تبغه ولكنها تقاوم بشدة و لا تخنع او تخضع فيستمر الخلاف و الزعيق من الطرفين و الضرب و الاهانة من الزوج. هذا كان بيتى و عائلتى. الاهتمام الوحيد الذى لاقيته من امى كان اهتمام بالجسد فقط فلم يكن عندها رصيد من الحب لتقديمه. اما عن ابى فكنا على خلاف مستمر كنت على يقين انه لا يريدنى و لا يحبنى و لم اعرف قط السبب، لم نتلاقى الا قليلاً. كان لا يتدخل فى تربيتى الا لتأديبى بالاهانة و الضرب. فى المرحلة الثانوية قررت اننى عندما اكبر لن اتزوج و بدأ كرهى للرجال يزداد فلم اقابل رجل احترمه. و ان كان هناك رجل او اثنين قابلتهما فى حياتى محترمين لكنى اعتبرتهما الاستثناء حيث ان القاعدة ان كل الرجال مستبدين و مسيطرين و يريدون قهر المرأة و يستخدمونها لخدمتهم و اسعادهم.
مرت بطفولة و مراهقة كئيبة، كنت طفل حساسة جداً ابكى لاتفه الاسباب، تم التحرش بى جنسياً مرات عديدة من رجال لا اعرفهم. شعرت مرات عديدة منذ بداية مراهقتى بانجذاب نحو اناث معينين و شعور جميل اشعر به بوجودى قربهن لكنى لم ابادر قط، فانا فتاة خجولة و غير مبادرة بالاضافة الى اننى لم افهم هذا الشعور الغريب.ثم قابلت فتاة بادرت بالاعجاب و الحب لكنى رفضت رغم رغبنى فى ذلك كان رفضى من منطلق الحرام و ارضاء الله. و لكنى لم اتوقف لأفهم لماذا هذا الميل الذى فى داخلى نحو الاناث. ظل الامر كذلك حتى التقيت بفتاة اعجبت بى جداً و كانت مثلية قاومتها بشدة من منطلق الحرام برده بالرغم انى كنت اشعر انى احبها جداً و اريد الالتصاق بها. ظللت اقاوم هذه الفتاة و هى لا تمل من ملاحقتى حتى استسلمت لها بالكامل و ارتميت فى احضانها و لاول مرة اشعر بالامان و بالحب. كنت فى غاية السعادة فى بادئ الامر رغم صراعى مع فعل الخطية. استمر الامر هكذا شهور قليلة حتى بدأت الخيانة من جانب الفتاة الاخرى و الترك و القرب المستمر. استمرت العلاقة هكذا لمدة 6 سنوات مليئة بالاستغلال و الخيانة و القرب و البعد. قبلت الذل و الاستغلال ورغم خيانتها المستمرة لم استطع قول "لا" فى وجهها فى كل مرة تعود الىَ. فقد كان جوعى للحب و تعلقى بها يزداد كل يوم عن الآخر. ما كان يجمعنا فقط هو العلاقة الجنسية التى تشبع جوعى للحب لمدة ايام قليلة ثم ارجع لنفس الفراغ و الجوع الداخلى. استمر الحال هكذا حتى دخلت فى اكتئاب مزمن ادى بى الامر الى محاولة انتحار. مررت بهذا و انا بمفردى فى بلد غريبة مما زاد من صعوبة الموقف. قررت عندئذ الرجوع الى بلدى و البحث عن علاج. لم أجد معالجة نفسية فاضطررت اللجوء الى معالج و دكتور امراض نفسية (رجل). كان وقت صعب جداً فى البداية ان اخرج كل ما بداخلى امام رجل و لكن لم يكن لدى الخيار فانا فى حالة مذرية.
بدأت رحلة التعافى التى كانت مؤلمة و شافية فى نفس الوقت.كانت مع المعالج و فى نفس الوقت مع مجموعة مساندة. رأيت لأول مرة قبول و حب من الآخرين ، حب لا يريد منى شئ. اكتشفت نفسى و رأيت جذور المثلية فى حياتى. قبلت دواء الحب من الآخرين و من الله. احسست بحب الله لى و قبوله الغير مشروط لى.رأيته يحبنى حتى لو لم اتغير. رأيته يغفر آثامى و يمسك بيدى و يقف بجانبى. أستقبلت كل هذا من خلال المعالج و مجموعة المساندة الذين لم يطالبونى بالتغيير كشرط للحب و القبول. رأيت ايضاً الطفلة التى فى داخلى التى كانت تطوق لاى قطرة حب فامضت فى العلاقات المثلية و قبلت الخيانة و الاستغلال كثمن للحب. صادقت هذه الطفلة التى كنت اكرهها جداً و بدأت التحدث معها و قررت ان اكون اب و ام لها و ان احميها من اى علاقات مسيئة. جعلتها تستقبل حب جميل و نقى من الله و من مجموعة المساندة. وقد كانت المفاجأة عندما ارادت هذه الفتاة (السابقة)ارجاع العلاقة مرة آخرى وكنت فى منتصف فترة علاجى ووجدت كل القبول و الحب من آخرين حولى تفهموا و لم يدينوا. و قرروا مساندتى و استمرار قبولهم لى حتى لو رجعت لهذه العلاقة و أحسست بنفس هذه الرسالة من الله ايضاً. وكانت مفاجأة آخرى عندما وجدت نفسى ارفض عرض هذه الفتاة و الرجوع اليها. فقد احسست اننى شبعانة جداً جداً جداً. فى داخلى قبول و شبع لم اشعربه من قبل. تعافيت بالحب و القبول الغير مشروط من الله و من الآخرين. أشعر الآن اننى انسانة جديدة ، شبعانة ، قوية ، بداخلى رغبة فى الحياة ، سعيدة جداً ، متفائلة بشأن المستقبل. نعم كنت مثلية و الآن مشفية.